Sunday, February 24, 2008

كاميليا



قبل البدء .. ؛

هذه المساحة خُـلقت خصيصا لأجلها

خُـلقت لانني عاجز عن حتى محاولة البحث عنها

و لأن مدونتها لم تعد هناك

حتى و ان كنت أراها

و اسمعها

و اشعر بدفء وجودها على اصابعي

التي تشتكي البرد

نعم

اتحدث عن كاميليا


..


تعودت ان ابتسم حين يذكر اسمك

وهذه المرة حين مر اسمك ابتسمت

رغم ان من ذكرته لي كانت تخبرني ان مدونتك أُغلقت

..


أذكر ـ وسحقاً لهذه الذاكرة ـ أن عيناي دمعت في آخر مرة دخلتُ مدونتك فيها

كنت أضحك من سخريتك من كل شيء

دمعت عيناي من الضحك حينها

و اكاد اجزم

أنكِ لم تبتسمي ولو ابتسامة عابرة

كنتِ تتحدثين بسخرية من كل المعاني

لم يكن لديكِ مبرر للبسمة

كانت هذه طبيعة الأشياء كما ترينها

..

أنا حزين بالفطرة فيما يبدو

دمعت عيناي من الحزن حين كنتِ بيننا

و الآن ايضا أرى دموعي حين قررتِ الرحيل

حتى رحيلك هذا

كان ساخراً من كل شيء

من الإهمال ، من المجتمع

من أولئك الذين تهمهم أنفسهم فقط

..


أعلم أن كتابة مثل هذا الكلام عنكِ في اي مكان

ليس أكثر من سخف يرتكبه من يدعي أنه حزين

ثم وجد وقتاً ليكتب فيه

اي حزن ندعيه ؟؟؟

وأي عبث نحاول أن نرتكبه ؟؟

انتِ اكبر من ان نرثي هجرك لنا بمجرد كلمات

..


يقولون أن الحديث عن مزايا من نحب

لا يخطر ببالنا إلا حين يهجرون

يكفيني أني تحدثت عنكِ قبل ليلة واحدة

ولم أجدني أضيف شيئاً حين تكلمت عنك بعد إغلاقك لمدونتك

أنت أنت ، قبل وبعد


..


بعد البدء .. ؛


الغياب

سلاح لا تجده في يد من تكره

و لا يقتلك به عدو

سامحك الله يا كاميليا

فأنا اشتاقك

و احبك

و انتِ لا تصفحين


..

Sunday, February 17, 2008

أنا " التى لم تعد كذلك "


قبل البدء .. : ؛


يا فاطمة

يداي باردتان

وانت تمعنين في الغياب

تهزأين بي ، حين أتدثر بذاكرتي التعيسة

تستخفين بـ " رجفة عظامي " 0


..


أشعر برغبة في تغيير نفسي

لم أعد أروق لي كما في السابق

أقف أمام المرآة وأسألها كالمعتاد

إن كانت رأت أو مر أمامها خلال تاريخها الطويل في إظهار الأشياء على حقيقتها

من هو أكثر وسامة مني

ولا تجيبني

وأفهم من عدم إجابتها أنها لا تريد إيذاء مشاعري


..



قلت لأحدهم أني لم أعد أريد ان أكون أنا

وسألني هل تريد التغير للأفضل ؟

قلت له للأسف أن هذا هو الخيار الوحيد حاليا

لأنني حتى لو رغبت في التحول إلى الأسوأ

فلن يكون بمقدروي لأنه ليس هناك أسوأ

حاول طمأنتي وأخبرني أن الأمر الآن أصبح سهلاً جداً

ولم يعد هناك هاجس لدى الناس هذه الأيام إلا أن يتغيروا

أخبرني أن هناك دورات للهندسة النفسية وكتيبات وأشرطة ومحاضرات ثم أهداني أحدها

كانت مادة مسجلة عنوانها " غير نفسك بنفسك أو اذهب الى الجحيم " 0

قال لي كل ما عليك هو أن تتبع الخطوات التي ستسمعها

وستجد نفسك تتغير

ولأني لا أثق في أحد ـ وهذا أمر لا أحب تغييره ـ فقد سألته هل جربه

فأجاب بالإيجاب

ولم أسأل إن كان قد استفاد فأنا لم ألحظ أية تغير عليه

ولكني عزوت ذلك لبلادتي وعدم دقة ملاحظتي

كم هي جميلة البلادة

وكم هو محبط للآخرين أن يتغيروا ويهندسوا أنفسهم ولا ألاحظ

كانت ثقتي في بلادتي سببا مباشراً في أن أفرح كثيرا بهذه المادة المسجلة

أصدقكم القول أني مللت من تلك الرغبات الحمقاء التي لا يفكر فيها أحد غيري

آن الأوان أن أجرب ما يجربه الناس

وأن أتغير


..


المهم أني دخلت غرفتي

وزيادة في أخذ الحيطة والحذر

فقد نبهت أهلي إلى أمر مهم جدا قد يغفل عنه الكثير

قلت لهم بأن من سيخرج من باب هذه الغرفة بعد ساعة هو أنا

حتى لا يلتبس عليهم الأمر بعد ان اتغير

خشيت أن أتغير إلى درجة أنهم لن يعرفوني
..

بدأت الاستماع

طلب مني المحاضر أن أسترخي والا أفكر في أي شيء

ثم طلب مني التركيز على نقطة محددة في السقف

وقد استنتجت من طلبه هذا أن الذين يسكنون في غرف ليس لها أسقف لن يكون بإمكانهم أن يتغيروا

ثم بدا يتكلم عن الحياة والإيجابية والأنهار والعصافير والفراشات

فأوجست في نفسي خيفة

بدا الأمر مرييا فلا أدري إلى ماذا سأتحول بعد هذا الحديث عن هذه المخلوقات

أكملت الاستماع

وخرجت لأتفاجأ بأمر لم يكن في الحسبان

الكل عرفني


..


في اليوم التالي قابلت الشخص الذي أهداني الشريط

سألني هل استمعت إليه

شعرت بأن هناك شيئا ما بداخلة يلح عليه أن يكون مسؤلا عني

أخبرته أني استمعت إليه كاملا غير منقوص

ثم أردف بسؤال عن رأيي

وهكذا نفعل جميعا حين نهدي أحدهم شيئا ما

نستمر في سؤاله عن رأيه لأننا نريد أن يستمر في مديحنا

وأننا قمنا بعمل كبير وأننا بشر جميلون ورائعون

بدا لي للحظات أنه أهداني الشريط حتى يتغير هو

قلت له وحتى أرضي غروره

ـ الذي يشبه غرورنا جميعا ـ

لم أكن أتوقع أن لمثل هذه المادة المسجلة كل هذا التأثير

لقد تغيرت أشياء كثيرة بالفعل منذ استمعت إليها

سألني عن أمثلة للتغير الذي لمسته

أجبته أن أهم شيء تغير هو سقف الغرفة

فلقد اكتشفت أثناء جلسة الاسترخاء وتركيزي على نقطة معينة وجود قطعة من بياض السقف تكاد تقع

وقد بادرت إلى إزالتها

بالإضافة إلى اكتشافي أن أحد اللمبات قد احترقت وقد قمت " بتغييرها "0


..


بالفعل كانت المحاضرة فعالة ومؤثرة

ولا أستطيع إنكار التغيير الذي حدث بسببها

صديقي نفسه الذى حدثتكم عنه

لم يعد صديقي

و هو تغيير لا بأس به


..



Tuesday, February 12, 2008

أزمة رجل عجوز



قبل البدء .. ؛


حين همّ بالموت

قالوا له لابد ان تلفظ انفاسك

فربما يحتاجها غيرك

لكنه لم يجد ما يلفظه

كان يعيش بلا أنفاس

فلم يستطع ان يموت

..


حين اقبل مساء الامس

اتصلت به

كنت احس برغبة جامحة فى افتعال شجار مع احدهم

لكنه لم يرد

حاولت مرات اخرى دون جدوى

رأيت في ذلك سببا وجيها للشجار معه

فكررت الاتصال اكثر من سبع مرات

و حين آيست من الرد

فاجئني هو بإتصاله

قال و بدون اى مقدمات .. ؛

ممكن طلب ؟ _

وكمن وجد مدخلاً لتحقيق أمنية أجبته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته _

لم يكترث لكنه اردف

أرجو ألا تتصل بي هذا المساء_

كنت ساقول وماذا عن الصباح ؟

ولكنني أختبأت خلف صمتي

فقدت رغبتي في الشجار

في حين واصل هو

أنا أبحث عن قليل من الخلوة _

أريد أن أتوقف في حضرة الصمت

لا أريد شيئا أكثر من ذلك

هممت بقول شيء على غرار انني اتصلت بوقت غير مناسب

لكنه اكمل حديثه بسرعة

أريد أن أكف عن امتطاء سلاحف بحرية بنية غزو الروم _

سألون الكون هذه المرة بفرشاة أسناني

وأجعل من عود ثقاب تذكارا بعد أن أحرق به عالمي

أريد أن أعلق ( عظمة ساق كلب ) مكان إشارة مرور

سأعاقب أطفالا يلعبون دون أحذية

بأن أزدرد أعمارهم وأحياها

سأختفي عن أهاليهم مائة سنة ضوئية

واعتذر لأهلي عن غيابي بذهابي لشراء وعاء للدمع

لم أكن أريده أن يسكت

أردت أن يكمل حديثه وهو يعبث بكل شيء

ليحول كل هذا المساء إلى لوحة سريالية

شعرت برغبة في إستمراره

أردت أن يثقل كاهل هذا المساء بكل التناقضات

أردت أن يموت هذا المساء علي يديه

يموت من فرط حيرته

وكعادته في قفز حواجز الصمت أكمل على نفس الوتيرة

سأفاوض فيلا الآن لامتطائه وعبور ثقب إبرة

سندفع ثمن تذكرة العبور

وسأسرق ما دفعته بعد أن نعبر

بدا لي أني أنا من سيموت حيرة

وأن المساء سينجو بفعلته

وسأدفع أنا ـ كالعادة ـ ثمن حماقات لم أرتكبها

لم يتضح لي ماذا يختبيء خلف هذا الهجوم " السيريالي " ..؛

أو لم يكن لدي القدرة على الاستنتاج

سألت بسذاجة لا تتفق مع سيرياليته المفرطه

والسبب ؟ _

السبب أننا نأتي دائماً متأخرين _

عن ماذا ؟_

عن كل شيء _

نأتي متأخرين عن الحب

ثم سكت كمن تذكر فجأة أن هذه الكلمة قد ألغيت من القاموس

ذات حقيقة

هل هذا كل ما تأخرت عنه ؟ _

يا صديقي .. أنا متأخر عن الحياة مسافة عمر كامل _

ولماذا هذا المساء بالذات ؟_

ليس وحده _

لكني لم أعد أحتمل

لم أعد أحتمل السجن داخل قفص " مثاليات " صنعته بيدي

هل أنت واثق أنك من صنعه ؟_

وهل يهم ؟_

كل الأشياء تتشابه

واندفع هذه المرة باسئلة ربما كانت أكبر من أن يحتملها

مالذي يجبرني أن أكون صادقاً ؟

وكل من حولي يمارسون الكذب ؟

لم اقف كثيرا عند عبارة " من حولي " ..؛

رغبت فقط في استمراره

وأكمل

مالذي يجبرني أن أكون متواضعاً

حتى مع عامل النظافة الذي بجوار منزلي

مالذي يدفعني لأن أسلم عليه كل يوم وأحاول إشعاره أنه أكثر أهمية مني

هل أفعل كل هذا ليمتهنني الآخرون

ويحتقروني ويعاملوني كـ" حشرة " ؟؟

لماذا اتسامح ؟

هل أفعل هذا لكي أكون ممراً لكل حماقات اللآخرين

أم لكي أكون حاوية للألم

لماذا أحب ؟

هل أفعل هذا لكي أكون مشرداً على رصيف الحرمان

لا أجد مكاناً في قلب كي أسكنه ؟

لماذا أكون مخلصاً لآخر حتى أكثر من نفسه ؟؟

هل أفعل هذا لأكون مجرد لوح يكتب عليه تفاهاته واتهاماته وحماقاته ؟

سأجمع كل تلك الأوهام

واحشوها في فم هذا المساء البغيض

لم يكن لدي أيه إجابة على كل تلك التساؤلات

في الحقيقة لم يكن لدي من الصمت ما يكفي لأجيب

هذا الرجل لا تستطيع محاورته او جداله

قد يكون من المناسب أن أتقمص دور " الواعظ الديني " أمام إنسان لا يعرفني

لكن قيامي بهذا الدور أمامه هو بالذات سيكون جريمة

لا تقل في نظره عن كل جرائم هذا المساء وكل المساءات التي تشبهه

هو يعرفني .. ويعرف أني تلك الكتلة من الخطايا والذنوب

قدره أن يعرفني .. وقدري أني كذلك

كان أسواء ما في معرفتي به أني اسير أمامه عارياً

من كل تلك المساحيق والقشور التي نرتديها أمام الآخرين

ليعتقدوا أننا أفضل

قاطع افكاري كعادته

لا تقلق بشأني_

يوما ما سوف أبرم مع المساء صفقة نسيان مناسبة

قالها و اغلق السماعة دون حتي ان يلقي سلاما

لم يكن يحتاج الى ذلك

فهو يعرف انني افهم ما يريد ان يقوله


..


اما اليوم

و قد اوشك مساء جديد على الإقبال

ادركت انه لم يعد هناك

كان المساء مختلفا

كأنه يحمل ابتسامة ساخرة

ابتسامة مساء ابرم صفقة لتوه

مع عجوز فاني

..


Wednesday, February 6, 2008

دنيا السعادة






قبل البدء .. ؛


قد تكون السعادة في أن تكون أنانيا

أن تحب أحدا ما

لأنه نفسك


..


حين يبدأ النهار في الاحتضار


أكون في انتظار اتصال منها


، فهى كائن ليلي في الغالب


مع أنها أسرّت لي مراراً أنها لا تخاف الشمس


ولكنها تحترمها فقط


أتصلت بي كما توقعت


ثم قالت أنا ذاهبة إلى " دنيا السعادة " ..؛


وأريدك أن تذهب معي


هكذا دون مقدمات يقرر أحدهم أنه ذاهب إلى دنيا السعادة


وهى واثقة أنها ستصل


وهذا يزيد الأمر تعقيدا


فالكل يبحث عن سعادة الدنيا أو دنيا السعادة


لكن الطريق إليها ليس واضح المعالم


للدرجة التي تجعل من هذه الصديقة


واثقة أن الأمر لن ينتهي بها على رصيف قَذِر


في دنيا الشقاء


قالت في حزم : .. سأمر عليك بسيارتي


ارتعدت من الفكرة


و تخيلتها بالفعل و هى تدهسني بسيارتها


فأستطردت و كانها سمعت افكاري المرعبة


اقصد اننى سأمر لألتقطك ايها الاحمق _


لن امر على جسدك بسيارتي


لدى امور اكثر اهمية من دخول السجن


بسبب معتوه مثلك


شعرت انها على استعداد لتدهسني فعلا


لو انها وجدت وقتا مناسبا لذلك


لكن طالما انها مشغولة الان


فلنرى قصة دنيا السعادة هذه


..


ركبت معها السيارة و انا لازلت غير مصدق


اننا ذاهبون الى دنيا السعادة


وبعد خمسة دقائق فقط توقفت فجأة


سألتها عن سبب توقفها


فأخبرتني أننا وصلنا إلى دنيا السعادة


هكذا بكل بساطه ..؟؟


كان الطريق أقصر مما تخيلت


كنت أهيء نفسي لرؤية هذا المخلوق الغريب الذي يسمونه السعادة


تخيلته كائن أسطوري كالغول والعنقاء ، والخل الوفي


كنت أتساءل


كيف سيدب ذلك الشعور بالسعادة في أوصالي ؟


هل سأصبح سعيداً بمجرد ان تطأ قدماي الأرض


أم أن هناك طقوساً معينة


لابد من ممارستها لتسري في عروقي تلك الكيمياء التي لاتوجد إلا في دنيا السعادة


كان المطلوب مني فقط لأصل ذلك المكان /الحلم هو أن أنزل من سيارتها


واسير بضع خطوات


كان ثمناً قليلا جداً وقد دفعت من قبل " أثماناً " أعلى بكثير


وكنت في كل مرة أدفع الثمن دون أن أحصل على شيء


بل أني أخسر إضافة للثمن بعض ملحي الذي تملّه عيناي


والثمن هذه المرّة ليس جرحاً ولا رحيلا ولا خسارة قلب


إنه فقط بضع خطوات معدودات


دفعت الثمن ومشيت تلك الخطى


لم أشعر بأي شيء مختلف


ربما شعرت بشيء من الأحباط لأني لم أصبح سعيداً فجأة


التفت إلى صديقتي وقلت لها إني أدرك الآن أن الأمور نسبية أكثر من أي وقت مضى


فهذا المكان الذي تعتقد هى أنه دنيا السعادة


لم أشعر فيه إلا بالإحباط


وأرجو ألا تقنعني أن الإحباط هو أحد أعراض السعادة


لأنه لو كان كذلك لكنت أسعد كائن يتحرك على هذا الكوكب


أما إن كانت السعادة هي ما أشعر به حالياً


فإن الباحثين عن السعادة ليسوا إلا حمقى


لم تجب


ولكنها رفعت رأسها لتنظر إلى لوحه لكافتيريا صغيرة


كتب عليها " بوفَيه دنيا السعادة " ..؛


وتقرأ من بعد " بوفيه السعادة " فقط


، لأن كلمة " دنيا " كتبت بخط صغير جداً ربما احتقاراً لهذه المفردة


إحباط آخر لم أكن أتمناه ولا أتوقعه


لم تكن دنيا السعادة سوى كافتريا أرادت ان تتناول عشاؤها فيها


كانت الكافتيريا مختصة بعمل الكبدة


كان الزحام شديداً في الداخل


واعتقد ان أغلبهم مثلي أتوا باحثين عن السعادة


وأقلهم مثل صديقتي أتوا بحثاً عن الكبدة


كانت قائمة الأكل مكتوبة على ورقة ملصقة على زجاج


مليء ببصمات الزبائن الباحثين عن أشياء تنقصهم


تأملتها ووجدت شيئاً أسمه " مخلوط " ..؛


فسألت العامل عن مكونات هذا " المخلوط " ..؛


فقال إنها كبدة بالبيض والجبن وأشياء أخرى كثيرة


لم أتمكن من حفظ اسمائها


ألتفت إلى صديقتي وقلت ربما كانت السعادة شيء شبيه بهذا


ولذلك فإني لن اتناوله


وسأكتفي بساندويتش كبدة دون إضافات


إنتهت حفلة دنيا السعادة


ولكني لم أكن سعيداً بما يكفي


تذكرت مكاناً آخر ربما كان علي أن أقصده أولاً


فأنا لازلت أعتقد .. أنى لمحت اسما لكافتيريا اخرى ليست غريبة علي


" ابو نواس "


اين سمعت هذا الاسم ؟؟؟


بعد دقائق فقط


سأكتشف اننى لم اكن فى دنيا السعادة و حسب


بل ايضا


ان الجنة كانت الي اليسار قليلا


..




و لكن هذه قصة آخرى








Saturday, February 2, 2008

حلم


قبل البدء .. ؛


يا رفـاقي كل ما نفعله ليس من أجل الآخرين

نحن نشتاق إليهم

ونحلم بهم

لأنهم يجعلون أحلامنا أجمل وأكثر متعة .. ليس إلا

مقالة لرجل المطر عثر عليها

( فى حطام منتدى حبيبتى يا مصر المنكوب )

..


في يوم ما

نمت

و كانت هذه خطوة مهمة لحدوث أمر لن يصدقه أحد

لقد حلمت

..

رأيتها هي نفسها

فاطمة

أذكر أني كنت طوال الحلم مذهول لا أصدق أن هذا يحدث

كيف أتت في هذه اللحظه ؟

لماذا لم أفكر بها منذ مدة ؟

كم سنة مرت منذ آخر مرة ألتقيت بها ؟

سألتني بصوتها الحاني الرقيق : .. ؛

إنت فين يا جحش ؟؟؟ _

أشعرتني كلمة "جحش" بنوع من الانتشاء

وهي على كل حال لم ترني منذ مدة

ولم تعلم أني كبرت و اصبحت حمارا

نظرت إليها وأنا لازلت غير مصدق أنها هي التي أمامي

وأجبت : أنتي اللي فين يا بهيمة ؟؟

سألنا بعضنا الكثير من الأسئلة

وبطريقتنا في الحوار

كنت أنا وهي صائعين وكانت ألفاظنا سوقية في الغالب

في الحقيقة

لسنا الوحيدين الذين نعبر عن محبتنا بألفاظ ليس لها مبرر

فأحد الأصدقاء إذا أراد والده أن يسأل عنه

ويبين شوقه ولهفته لهذا الابن الضال فإنه يقول له

إزيك يا كلبة ؟

والتأنيث هنا ليس إلا إمعان في التدليل

أما والدتي فإنها تكتفي بأن تقول لي : يا بهيمة

دون تحديد لنوع هذه البهيمة

وتترك لي حرية الاختيار

لأننا نعيش في جو أسري ديموقراطي إلى حد ما

أما أصدقائي الذين ينحدرون من أسر تمارس الديموقراطية بشكل أكبر

فإن آباؤهم ينادونهم بـ " ياحيوان " ..؛

وهذا لاشك أنه يعطي مجالاً أرحب وأوسع للاختيار

وأعود للحلم الجميل

حيث كنت أتحدث معها وأسألها عن أخبارها

وأين ذهبت بها الدروب

وأحاول جاهداً أن أتذكر فقط كيف افترقنا

قالت لي : لن تفلت من يدي هذه المرّة

ولكني الآن مشغولة بأمر سأخبرك به حين نلتقي هذا المساء

قلت وأنا لن أدع هذا المساء البغيض يذهب دون أن ألتقيك

اتفقنا على اللقاء

سألتها إن كان رقم هاتفها لازال هو نفسه القديم

فأخبرتني أنها غيرته

وأعطتني الرقم الجديد

وقبل أن أودعها

صحوت من النوم وكل تفاصيل ذلك الحلم موجودة في ذهني

تذكرتها بالفعل

وسألت نفسي ذات الأسئلة التي سألتها وأنا أحلم

نظرتُ إلى الهاتف

وفكرت في الاتصال بها على نفس الرقم الذي أعطتني إياه عندما كنت أحلم

ولكن ماذا سأقول لمن يرد على الهاتف ؟

إن أجابت على الهاتف وسألتني من أنا

هل أقول أنا الذي كان معك في الحلم ليلة البارحة ؟

!هل حلمت هي أيضاَ ؟

هل أعطيتها رقم هاتفي في الحلم ؟؟

كل ذلك ممكن جداً ... لذلك سأتصل

اتصلت وكان الرقم مشغولاً

حاولت أكثر من مره وبدات أشعر بشيء من الغضب والغيرة

مع من تتحدث الهانم كل هذ الوقت ؟؟؟؟

كررت الاتصال

وأخيراً ..سيجيب أحد على هذا الهاتف اللعين

الأمر لن يتعدى ثوان وسيكون حلمي الغريب أقرب للحقيقة

وأتى الصوت من الطرف الآخر : ..؛

مطعم أبو نواس اهلا _

مطعم ..؟؟؟؟؟؟؟

وأبو نواس ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لم أكن في لحظتها سوى جبل من الاحباط يمسك بهاتف

ويتحدث مع عامل مطعم

لم أرد فكرر العبارة : مطعم أبو نواس اهلا

وكأنه يمعن في إغاظتي

قلت له : السلام عليكم

شعرت أن الكلمات تخرج من فمي وهي تلتفت ورائها

، كانت خائفة من برد الحقيقة

وبعد ان رد السلام سألني " أأمر؟ "..؛

سألته : متأكد إنكم مطعم ؟

لم يجب وأغلق الخط

..

كان الاحباط كفيل لأن يجعلني اعدل عن كتابة القصة

بل و عن دخولي لغرفة النوم من الاساس

لكني سعيد لأني رأيتها على اية حال

و على الحلم نلتقي

..